مقطع تحكي القصة أن لينا كانت بنتاً تشبه قطة بيضاء صغيرة وديعة، ولا تكف لحظة عن الضحك والوثب، وتحب أن ترسم رسوما متنوعة تلونها بألوان جميلة. وفي أحد الأيام، رسمت لينا على ورقة بيضاء شجرة زرقاء وشمساً سوداء وبحراً أحمر، فغضبت عليها الشجرة، وقالت إن لوني أخضر فكيف تجعلينه أزرق؟ وكذلك الشمس قالت: ألم تبصري شمساً طول حياتك؟ هيا أعيدي لي لوني الأصفر حتى يضيء نوري الأرض. وقال البحر: إذا كنتِ لم تبصري بحراً أفلم تقرئي كتباً عن البحار؟ فكلها تقول إن لوني أزرق. فحزنت لينا وأخذت اللون الأسود وغطت بها سطح ورقتها فصاح الأسود من أنا؟ قالت: أنت الليل فقال لها: إن الليل له نجوم وقمر، فهو الآن أصبح أشبه بالحائط الأسود. فتذمرت وقررت أن ترسم أناسا فرسمت رجلا حزينا منحني الظهر على الرغم من أنه قوي الجسم، ترك الرجل ورقة لينا وهو حزين، فسألته عن حزنه، فقال إن هناك أناسا غرباء طردوه من البيت وهو يريد العودة للبيت، فرسمت لينا بيتا جديدا وأهدته للرجل، ولكنه أراد العودة إلى بيته الذي بناه أجداده، فأشارت عليه بطرد من طردوه فوافق على ذلك، فتزايد حزن الرجل وقال إن الغرباء يعيشون أقوياء في البيت ويملكون أسلحة، فرسمت لينا بندقية وأعطتها للرجل وذهب مسرورا، ولكنه ما لبث أن عاد ملطخ الثياب بالدماء، فقال الرجل أعطِ بندقية لولدي وارتمى أرضا فقررت أن ترسم ولدا أسود الشعر أسمر الوجه وقد بادر بإمساك البندقية بيد قوية، وسار نحو بيت أبيه وأجداده بخطى واثقة. ابتسمت لينا وأقنعته بأن غضب الفتى سيتيح له أن يستعيد بيت أبيه ورسمت الكثير من الرجال والنساء والصغار الذين يحملون البنادق ويتبعون الفتى الغاضب.
عنوان الكتاب
زكريا تامر
محمود فهمي


واقعي
المستقبل للأطفال
لا يوجد بيانات