مقطع تحكي القصة أنه أحس في أحد الأيام ملك من الملوك بالملل, فسار هو ووزيره وحراسه في طرقات المدينة، فاعترض طريقه خروف وصاح (ماع.....ماع) فسأل الملك وزيره ماذا يقول الخروف؟ فرد الوزير وهو خائف بأنه لا يعلم. فاستاء الملك وأمر بإحضار الحكماء، وقد حضروا، وكانوا سبعة، وطلب منهم أن يؤولوا له قول الخروف فقال الأول: إن الخروف يقول إن الفرح أقوى من الحزن، أما الثاني فقال: إنه ينصح الناس بقول الصدق، والثالث قال: إنه يقول إن الكلام الجميل لا ينسى أبدا إذا رافقه فعل حسن، فقال الرابع بصوت مرتفع: إنه يقول كن يا إنسان كالشمس التي تعطي نورها ولا تطالب بالثمن، أما الخامس فقد قال: إن الخروف يقول إن النار التي تضيء قادرة على أن تحرق، أما السادس فقال إنه يقول إن الغيمة في الشتاء أكبر من الصخرة, ولكن الغيمة تتلاشى أما الصخرة فتبقى لالتصاقها بالأرض، وأما الأخير فقال إن الخروف ينادي ولده الضائع واسمه "ماع". وعلى الرغم من إعجاب الملك بأقوالهم إلا أنه كان في المكان نفسه ولد استهزأ بأقوال الحكماء، وقال إن الخروف يقصد الماء وإنه يقول (ماء...ماء) فحسب. ولكن عندما أمر الملك بإحضار ماء للخروف حتى يشرب ويتأكد من أنه إذا شرب لن يقول (ماء...ماء) لكنه، مرة أخرى وجد أن الخروف كرر هذه الكلمة فوبّخ الملك الولد، ولكن الولد أصر على أن كلامه صحيح قائلا إن الخروف يقول ماء...ماء لينبّه الناس على ضرورة الماء وأهميته للحياة، ومن الواجب علينا الحفاظ على هذه النعمة. وافق الملك والحاضرون جميعا الولد رأيه مصاحبين موافقتهم بذكر منافع الماء الكثيرة والكبيرة, وقال الملك للولد بأنه هو سيكون حكيمه الثامن، ولكن الولد أشار إلى الخروف بأنه هو من يستحق ذلك, فوافق الملك على ذلك على الرغم من استياء الحكماء, وأدرك الملك أن بلاده تملك ثروة الماء التي تجعل بلاده في خطر من طمع الطامعين بهذه الثروة التي لا يستطيع أن يستغني عنها أحد. وقد أمر الملك بأن يكتب ما جرى معه اليوم وينشر بين الناس حتى يكونوا أكثر وعيا بأهمية الماء.
عنوان الكتاب
زكريا تامر
لجينة الأصيل


واقعي
المستقبل للأطفال
لا يوجد بيانات