مقطع تحكي القصة أنه قد وقع السندباد ضحية لطيبته وثقته في الآخرين، إذ كذب عليه تاجر وسقاه منوما، ولم يستعد السندباد وعيه إلا على ظهر سفينة، ولما سأل ما الذي يفعله على ظهر هذه السفينة؟ وأن مكانه هو في بغداد، رد عليه التاجر بأن عليه أن يدله على أرض الأقزام حتى يستطيع الحصول على الألماس النادر الذي يوجد بها. فكر السندباد في وسيلة تخلصه من هذه الورطة بعدما أدرك غدر ذلك الرجل، فقرر أن يدلهم على أرض طير الفخ والديناصورات. وفعلا بعدما ذهبوا إلى أرض الديناصورات أقنعهم السندباد بأن يكسروا بيضة طير الفخ حتى يأكلوا وما أن اقتربوا حتى جاء طير الفخ وقضى عليهم جميعا، ولم ينج إلا السندباد الذي جلس بالقرب من الشاطئ بانتظار الفرج، وشاء القدر أن ترسو سفينة على الشاطئ فأسرع السندباد وحذرهم مما يوجد في الجزيرة، وبذلك أنقذهم وأنقذ نفسه وهربت السفينة، وأبحرت حتى وصلت لبلاد الهند والصين. ولم يكن السندباد يعرف أحدا هناك، إلا أن تاجرا ممن كانوا مبحرين معه على السفينة عرض عليه أن يستضيفه في بلاده، فوافق السندباد وذهب معه وعمل معه في التجارة، إذ لا أولاد لهذا التاجر، ولم يكن لديه سوى ابنة واحدة تزوجها السندباد وعاشا سعيدين. حملت الفتاة، وعندما كانت في شهور حملها الأخيرة توفي والدها فحزنت عليه كثيرا حتى ساءت حالتها، وعرف السندباد أن عُرف تلك البلاد بأنه إذا توفي أحد الزوجين يدفن الآخر حياً معه ومع أمواله. ولسوء الحظ توفيت زوجة السندباد فدفن معها في البئر، ومعه قربة الماء وعدد من الأرغفة وصندوق مملوء بالجواهر والأموال. لم يفقد السندباد الأمل وحاول جاهدا الخروج من البئر، وشاء القدر أن يضرب زلزال تلك البلاد التي يعيش فيها السندباد، مما أحدث شرخاً في المغارة القابعة تحت البئر، مما أدى إلى دخول النور إلى المقبرة وإلى قلب السندباد أيضا. حاول السندباد جاهدا حتى استطاع إيجاد طريق للخروج، لكنه كان جائعا جدا مما جعله يعود أدراجه إلى المقبرة، ليجد فيها ميتاً آخر ومعه زوجته الحسناء، فقرر السندباد مساعدتها فأخرجها معه، وقام بشراء جوادين وعدد من الجمال بالأموال والكنوز التي في المقبرة واستأجر سفينة أعادته إلى بغداد مع تلك الحسناء التي تزوجها هناك، وأقسم على قضاء حياته بجانبها في بغداد.
عنوان الكتاب
رفعت عفيفي


شعبي
رحلات السندباد
لا يوجد بيانات