مقطع تحكي القصة عن ديك صغير، يصحو من نومه مبكرا؛ فقد اعتاد أن ينهض كل يوم قبل الجميع، ثم يوقظهم بصوته القوي، الطيور والحيوانات وحتى الشمس، وهذا إيذان منه ببداية النهار. وصل الديك إلى باب الحظيرة؛ ليعلن للجميع حلول وقت العمل: آه ..ما هذا؟! قالها وهو يفتح الباب، بعد أن لفحته نسمة باردة، أغلق الباب وفكّر بالعودة إلى فراشه الدافئ، ولكن كيف ستصحو الشمس؟ وكيف سيصحو الآخرون؟ آه كيف أخرج الآن؟ لابد أنها النسمة الأولى فقط. قالها لنفسه مشجعا، وفتح الباب، فوجد الهواء باردا جدا، فقد أغلق الباب، ولكنه كان خائفا من غضب الآخرين الذين لن ينهضوا على صياحه هذا الصباح. تُرى هل سيعاقبونه؟ طبعا سيحرمونني من وظيفتي، ولكن من سيعينون بدلا مني؟ قال ذلك، وطافت في خياله صور جميع الحيوانات والطيور التي يعرفها: القطة، لا، لا فهي لن تغضب. الكلب، لا، لا فهو مثلي يستطيع أن يتسلق الأشجار. البطة، لا، لا فإنها ثقيلة. الحمار، ويضحك الديك؛ فصوت الحمار سيطرد الليل حقا والنهار كذلك. ومضى وقت طويل وهو يفكر، فسمع صوتا قويا، لابد أن الشمس غضبت مني، إنها أصوات لأشياء صغيرة تتساقط فوق سطح الحظيرة، لابد أن الشمس ستأتي إليّ الآن. وفتح الباب ولكن الجو كان باردا ومظلما جدا، فقال: الحمد لله، الشمس لا تزال نائمة. نظر إلى أعلى حيث شاهد قطرات الماء المتساقطة، وتذكر أن والده قال له، إن الماء الذي ينزل من السماء يُسمى مطرا. وقفز الديك مرحا، ونسى كل شيء عن المهمة التي نهض باكرا من أجلها، وخرج من المكان مسرورا، وهو يصرخ بأعلى صوته: كوكو .. كوكو .. كوكو؛ فاستيقظ الجميع إلا الشمس، فقد ظلت مختبئة خلف الغيوم السوداء طوال النهار.
عنوان الكتاب
حصة العوضي
سعيد ترياقي


قصص حصة العوضي للصغار
لا يوجد بيانات