مقطع يحكى أن هناك ولدا يدعى "أحمد" خرج في يوم من الأيام مع والده للسوق؛ لشراء خروف العيد، وهي المرة الأولى التي سيرى فيها أحمد خروفا. وطوال الطريق، كان يسأل أباه عن شكل الخروف، وأين يسكن، وماذا يأكل، فأجابه: إنه حيوان أليف، يسكن في المزارع والمراعي والحظائر، ويأكل البرسيم والشعير، وجسمه يغطيه شعر كثيف أجعد يدعى صوفا، ومازالا يتحدثان إلى أن وقفا أمام السوق الكبير، فأمسك أبوه بيده حتى لا يضيع في الزحام، وأثناء سيرهما توقف أحمد أمام قفص فقال لأبيه: انظر للخراف الصغيرة؛ فضحك الأب قائلا: إنها دجاج، وهي من الطيور، وإنها مفيدة؛ نأكل لحمها، ونأخذ منها البيض، وبريشها نحشو وسائدنا. وأكملا المسير، حتى توقف أحمد عند قفص آخر، واعتقد أنه وقف عند المكان الصحيح، ولكنه وقف عند قفص الأرانب، وسأل أباه عنها، فأجاب: إنه حيوان أليف، يأكل الجزر، ولحمه لذيذ، وجلده مفيد. ونظر إلى حيوان، يسحبه أحدهم؛ فاختبأ ـ خائفا ـ وراء أبيه، وقال: إنه خروف كبير! فقال له والده: إنها بقرة، نأخذ منها الحليب الطازج، واللحم، والجلود. فأكملا المسير، والأسئلة تدور في رأس أحمد، وإذا بهم يقفان أمام حيوان، أجعد الشعر، وله قرنان ملتويان، ترك والد أحمد يده، وبدأ يتناقش مع الرجل، وأخرج نقوده وأعطاه ثمن الخروف، وأعطاه الرجل حبلا فقال والده: هيا لنعد إلى البيت. نظر لأبيه قائلا: أين خروف العيد؟ فقال أبوه وهو يجذب الحبل: وماذا ترى؟! فاقترب الخروف من أحمد قائلا: ماء ماء. ضحك أحمد وهو يربت على رأس الخروف ممسكا قرونه: إذاً هذا هو خروف العيد! وأخذا يجرّانه عائدين لمنزلهما.
عنوان الكتاب
حصة العوضي
سعيد ترياقي


واقعي
قصص حصة العوضي للصغار
لا يوجد بيانات