مقطع تحكي القصة عن بعض الحيوانات، التي ذهبت إلى الحظيرة ـ بعد يوم طويل وشاق ـ آملة في طعام شهي، بعد الجهد الكبير، الذي بذلته في أعمال الحِراثة في الحقل الكبير، وفي جر العربات إلى السوق، أو في حراسة المنازل؛ فالتفت الحيوانات حول الطعام ،الذي خلطه الفلاح بالقليل من الأعشاب؛ فأبدى الجميع استياءهم إزاء ذلك الطعام، الذي لا يشبع أحد؛ فأعلن الجميع إضرابه عن الطعام، وبما أن الجوع شديد لا يقاوم؛ فقد اقترح أحدهم أن يحلم بأكل بالطعام الذي يحبه؛ ليفتح ذلك شهيته للطعام، فبدأ كل منهم بالتفكير، فالحصان يتمنى لو كان حاله شيئا آخر، فهو يجر العربة، ويقوم بنقل الطعام، فتمنى لو أن صاحبه كان فارسا بمنطقة، ويطوف به بين الحقول الواسعة. وينهق الحمار عن ضحكة، كانت محبوسة في داخل أعماقه، ثم يطعمه وينظفه، فسوف يكون وضعه أفضل بكثير، ويكون الطعام أوفر له. وتتمنى البقرة لو أنها كانت في مزرعة للأبقار، ترعى العشب وتنام على الحشائش، ويرعاها أناس مختصون؛ لتدر اللبن، وتسقي الصغار؛ فيكتنز جسمها لحما وشحما؛ لأنها سئمت جر الساقية والمحراث. ويقوم الكلب الوفي "ماكس" ساردا على أصدقائه همومه في الحراسة، ومطاردة الذئاب طوال الليل، وحراسة البضائع والمنزل نهارا، وتمنى ـ فقط ـ لو أن المزارع يحسن له بقطعة من اللحم. وأثناء ذلك كان الحمار يضحك منهم، ولم يعرف أحد السبب، فنظرت إليه القطة نظرة، ثم قالت: أتمنى أن أنام على فراش دافئ، وآكل سمكة طرية، وألعق طبقا من الحليب. ويضحك الحمار بصوت عالٍ أيضا، ويخاطبهم أحدهم فيقول: يا أصدقاء، ألا ترون أننا استهلكنا ما تبقى لنا من قوة في أحلام وتمنٍ؟ فلنأكل اليوم ما أمامنا، ونعلن غدا إضرابنا. فدهش الجميع من كون الإناء خالٍ من الطعام؛ فصرخ الجميع، ونهق الحمار عاليا فقالوا: آخ! لقد أخذتنا الأحلام، وشططنا بالتفكير، حتى أكل الحمار البرسيم والشعير!
عنوان الكتاب
حصة العوضي
سعيد ترياقي


قصص الحيوان
قصص حصة العوضي للصغار
لا يوجد بيانات