مقطع تدور أحداث القصة حول الراعي، الذي أخبر زوجته أنه سيذبح خروفا، إذا نجح ابنهما، ويقيم وليمة لجميع أبناء الحي. فسمعت العنزة ذلك، فذهبت إلى الخروف، وقالت له: انتبه، الراعي سيذبحك. فقال الخروف مندهشا: ولماذا يذبحني؟! فقالت العنزة: سيفعل ذلك، عندما ينجح ابنه في الامتحان. فقال الخروف: لا تخافي، لن يذبحني لأن ابنه لن ينجح. فقالت العنزة: وإذا نجح؟ فقال: إذا نجح، فسأذبح نفسي بنفسي. فقالت العنزة: وكيف عرفت أنه لن ينجح؟ فقال: إن ابن الراعي هذا كسول، ولا يدرس أبدا. وعندما انتهى الفصل الدراسي الأول، تقدم ابن الراعي للامتحان ورسب. وعندما علم الخروف برسوبه ضحك وقال: إذا كان ذبحي يتوقف على نجاح الولد، فإني لن أذبح أبدا. غضب الراعي عندما علم برسوب ابنه، وذهب إليه ووبّخهُ، وقال له: لماذا لا تنجح في المدرسة؟ فقال الابن: لأني لا أريد أن أتعلّم، وأريد أن أصبح راعيا مثلك. فقال الراعي وهو غاضب: ألا تعلم أنه لن يكون في المستقبل مكان للرعاة، وإني أحذّرك، لن يكون في المستقبل مكان أو طعام لغير المتعلّمين. فأخذ الابن بنصيحة والده، وبدأ بالدراسة، وعندما شاهد الخروف الولد وهو يدرس ازداد خوفه، وعندما تقدم الابن للامتحان نجح وفرح كثيرا لذلك، فنظر إلى الخروف وهو يبكي وسأله: لماذا تبكي؟ فقال: من الخوف؟ فقال: ما الذي يخيفك؟ فلم يجبه على سؤاله وهرب واختبأ. علم الراعي بنجاح ابنه؛ فبدأ بالإعداد للوليمة، وذهب للبحث عن الخروف فلم يجده، فقرر ذبح العنزة، وعندما علمت بذلك هربت هي الأخرى، واختبأت مع الخروف. فسأل الراعي ابنه: إنك الآن مجتهد، فقل لي: أين اختفى الخروف مع العنزة؟ لم يجب الولد على سؤال أبيه، وعاد إلى حياة الكسل واللهو مرة أخرى، حتى تعود العنزة والخروف، فقال الأب لابنه: سأذبح الاثنين مكافأة لنجاحك. فقال: إذا ذبحتهما لن أعود للمدرسة. فقال الأب: كيف تريدني أن أكافئك إذا على نجاحك؟ فقال الابن: إذا وجدتهما فأريد أن أذهب معهما إلى حيث أشاء. فقال له الراعي: لك هذا. فذهب الابن إلى الحديقة ومعه الناي، وبدأ العزف فرقصت العنزة والخروف، وانطلق الثلاثة يهرولون ـ بمرح ـ نحو الحقول.
عنوان الكتاب
حسن عبد الله
سامر أسامة


واقعي
القصصية للفتيان والفتيات
لا يوجد بيانات