مقطع تدور أحداث القصة في بلاد الصين القديمة، وفي قرية جبلية، حيث عاش "شانج لانج" ذلك الفلاح الفقير، وكانت بلدته تقع على سفح جبل، وكان الفلاحون في هذه البلدة يقطعون الحشائش التي تنمو على الجبل، ويطعمونها حيواناتهم. وفي إحدى المرات، حاول ذلك الفلاح الفقير أن ينام فلم يستطع، وأخذ يتقلب في فراشه، ثم قام وغسل وجهه، وخرج من بيته حاملا سلته الكبيرة، متجها لقمّة الجبل؛ ليجمع الأعشاب لحيواناته. وفعلا جمعها في السلة، وفي طريق عودته، رأى بين صخرتين كبيرتين ضوءا يلمع، حيث كان القمر ساطعا، واندهش عندما رأى الممر الذي كان يضيء قد امتلأ بالقطع الذهبية، التي لا تكاد تعد ولا تحصى، وكانت بجانب القطع الذهبية امرأة عجوز، تقف بجانبها، فقالت له: إنك رجل محظوظ؛ فالذي تراه من الذهب لا يحدث إلا مرة واحدة كل عام، حيث يقوم ملك الجبال بنشر تلك القطع على ضوء القمر؛ لتكتسب لمعانا وبريقا، وأعطت المرأة المزارع الفقير ثلاثا من القطع الذهبية، فشكرها. وعند عودته لمنزله، لم يستطع التوقف عن التفكير في هذه القطع، وفكر في طلب المزيد من المرأة العجوز فناولته ثلاث قطع غيرها، ونبّهته إلى أن يحسن الاستفادة منها، عندها ستكتفي بها وتسد بها حاجتك. وشكرها مرة أخرى. وفي طريق عودته لم يستطع، فعاد لنفس المكان، وكانت دهشته كبيرة عندما لم يجد المرأة العجوز بجانب النهر، وبسرعة كبيرة ألقى ما في السلة من حشائش، وملأ سلته بتلك القطع الذهبية، وأخذ السلة الثقيلة وحملها، وعندما تعب من ذلك الحمل استراح على نهر، فلم يستطع التوقف عن التفكير، ولم يستطع التغلب على طمعه وجشعه فندم؛ لأنه لم يحضر سلة كبيرة تحمل الكثير من الذهب، وأكمل طريقة ببطء، وظن أن هذه السلة الصغيرة الثقيلة، تجعله يسير ببطء؛ فرماها سريعا في النهر، وذهب مسرعا للبيت؛ لأخذ سلة أكبر، وأيقظ زوجته لتحمل معه سلة أخرى تحمل فيها الذهب، وأيقظ أيضا والده ووالدته وأولاده؛ ليحمل المزيد، وفجأة، ـ وفي أثناء طريقهم ـ سمعوا صوت فرقعة كبيرة؛ اختفت على إثرها كل القطع الذهبية، ولم يبق إلا الرمال؛ فاندهشوا وأصيبوا بالإحباط والحسرة، وحملوا سلالهم الفارغة عائدين لمنزلهم، وهم في ذهول؛ بسبب الطمع والجشع والنفس الأمّارة بالسوء. وتكلمت الحيوانات الجائعة مخاطبة المُزارع الفقير: ألم يكن من الأفضل أن تعود إلينا بالسلال المملوءة بالحشائش بدلا من الهواء؟! فقال شانج لانج: لعن الله الطمع الذي أضاع كل شيء!
عنوان الكتاب
حسن عبد الشافي
عادل البطراوي


من حكايات الشعوب
لا يوجد بيانات