مقطع يحكى أنه كان في بغداد ــ في قديم الزمان ــ رجل فقير يدعى "سندباد الحمّال" كان شديد الفقر والبؤس معدوم المال، ينوء تحت حمل ثقيل ينقله من مكان لآخر، لحساب أصحاب المال والقصور. وفي يوم من الأيام، وبينما كان يمشي في المدينة، وأرهقه التعب، جلس أمام قصر كبير، وأخذ ينظر في زينته، وقال للخادم الذي به: لمن هذا القصر؟ فقال له الخادم: ألا تعلم أنه بيت السندباد؟ فقال: سبحان الله! أنا السندباد الحمّال البائس الشقي المعذب السيئ الحظ، بينما يغرق سندباد آخر في بحر من الملذات والمسرات. وما أن انتهى من مقولته، حتى ظهر رجل وسيم الطلعة أنيق الملبس، خرج من القصر واتجه إلى السندباد الحمّال وقال له: هلُمّ يا رجل، إن سيدي يدعوك إليه، فذهب سندباد بعد تردد، ودخل القصر، ووجد نفسه أمام مائدة طعام كبيرة، مليئة بالرجال والنساء، ملتفين حول المائدة، فألقى عليهم السندباد الحمّال السلام، ورحّب به صاحب القصر، وطلب منه أن يجلس بجانبه، فجلس السندباد الحمّال إلى جانبه من شدة الجوع الذي سيطر عليه، فقال له صاحب القصر: من الجميل أن يكون اسمك نظيرا لاسمي، وقد أعلمني خادمي ما قلته في الخارج. فقال سندباد الحمّال: اعذرني يا سيدي، وإن ما قلته من ألمي وتعبي، وكل ما أتمناه منك أن تعذرني على ما بدر مني، فقال سندباد الغني: لا تخف أيها الأخ المسلم؛ فإنني لا أُسيء الظن بك، ولست غاضبا منك، واعلم أن كل ما أملكه، ليس إلا نتيجة لتعب وشقاء، عملت به حتى وصل إلى هذا المال. فقال له سندباد الغني: هل لديك عمل؟ فقال: إنني لا أعرف شيئا، فقال له: سوف أساعدك ويجب أن تعمل في حياتك؛ حتى تجمع من المال ما ينصلح به حالك. فذهب الرجل الغني إلى الداخل، ثم عاد ومعه كيس من النقود الذهبية، دفعهُ إلى سندباد الحمّال فقال: خذ هذا أيها الأخ، فأصلح به أمورك. وخرج سندباد الحمّال من القصر والفرح يملأ قلبه، وأخذ يعمل ويعمل حتى كوّن شيئا لنفسه، وأعاد النقود إلى أصحابها، وشكر الرجل على مساعدته.
عنوان الكتاب
جهاد قلعجي


قصص ألف ليلة وليلة للأطفال
لا يوجد بيانات