مقطع قصة طريفة، تحكي عن الفراشة الأم، التي تلفتت حولها، فرأت جميع بناتها الفراشات، تمرح في سعادة، من زهرة إلى زهرة، إلا فراشة واحدة لا تمرح، فنادتها أمها وسألتها: لماذا تجلسين لوحدك؟ فأجابت: إن أخواتي لا يلعبن معي؛ لأن لوني أسود، ولست ملونة مثلهم! تأملت الأم صغيرتها فوجدتها جميلة، نعم سوداء، ولكن تملؤها نقاط صفراء زاهية اللون، جعلتها مميزة عن أخواتها، فقالت الأم لابنتها: لقد وهب الله كل كائن حي جمالا يميزه عن بقية الكائنات، وعليه أن يكتشف ذلك الجمال في نفسه، فابحثي عن الجمال في نفسك. وفي أثناء طيرانها، جذب انتباهها الغراب، ذو الشكل القبيح، ومجموعة من الطيور قد التفت حوله يمرحون. وفي الطريق رأت فتاة صغيرة تنتقي الزهور السوداء من بين الزهور الملونة الأخرى، وبعدها طارت الفراشة إلى مرآتها؛ تنظر إلى لونها وإلى جسدها، لكنها رأت نقاطا صفراء، ونقوشا جميلة، تملأ جسدها، وحينها رأت نفسها جميلة! وقالت لنفسها: نعم، إن الجمال شيء مهم، لكن الأجمل، أن أكون مرحة وجميلة في معاملتي لأخواتي، وأصلي لله، وأشكره على فضله.
عنوان الكتاب
ثريا عبد البديع عكاشة
آمال خطاب


حكايات صبيان وبنات
لا يوجد بيانات