مقطع قصة خيالية جميلة ، أراد الكاتب من خلالها التأكيد على أهمية الأرقام والأعداد في حياتنا ، حيث تدور أحداثها حول الطفل "نبيه" الذي لم يكن يحب الأرقام ، ولا يعرف العد . وفي أحد الأيام فتح نبيه الباب ليجد ساعي البريد قد أحضر له هدية، ومعها ورقة تقول: إذا كنت تخشى الأعداد فلم لا تجعلها تختفي؟! وأسرع نبيه لفتح العلبة ــ قبل أن تمنعه أمه ــ ، ووجد داخل العلبة ساعة زرقاء إلى جانبها زر أزرق ، فضغط نبيه على الزر ؛ فاختفت أعداد الساعة كلها ، ومن تلك اللحظة حدثت تغيرات لمن حوله وعمت الفوضى ،فقد وجد أمه تطهو البيض وهي تقول مندهشة : لا أعرف ما جرى؟! فأنا لا أستطيع عد البيض! خرج نبيه من المنزل فوجد جاره السيد "حميد" لا يعرف أين يذهب ؛ فالبيوت كلها بلا أرقام ! وذهب نبيه لشراء مجلة للأطفال ، وأخرج النقود فقال صاحب المتجر: النقود لا تنفع؛ فهي بلا أرقام؛ فأخرج نبيه الكرة النطاطة من جيبه وهو عابس وأعطاها لصاحب المتجر لمبادلته بالمجلة، وعاد ووجد أمه تطهو الكعك ، لكنها لا تعرف كمية الطحين والسكر فصارت تكيل مكونات الكعكة بلا حساب ، وأدارت الأم مفاتيح الفرن من غير حساب؛ فالأرقام اختفت ! وهنا قال نبيه لأمه : إنه يشم رائحة طعام يحترق. ثم لعب نبيه مع أخيه كرة القدم ، وجلس الأب ليعد الأهداف، ولكنه لم يستطع لعدم قدرته على العد . وعند شراء الأحذية لم يكن هناك أرقام على الأحذية ، ولم يجد نبيه له حذاء . وعندما عاد للبيت قال نبيه : إنه لا يحب العالم الخالي من الأعداد؛ فتعم الفوضى والاضطراب . ثم جاء أخوه وشاهد ساعته الجديدة وقال: إنها جميلة ولكن أين أرقامها؟ فضغط على الزر الأزرق ؛ فعادت الأرقام من جديد ، وأصبح نبيه ماهرا في الأرقام .
عنوان الكتاب
ألبير مطلق


الأعداد